Thursday, October 18, 2012

يوميات جامعية #01

نور، طالبة في كلية خاصة في نهاية العالم -كما تحب أن تصفها- لذا فهي ليست طالبة جامعية و لا تتمتع بمزايا طلاب الجامعة. و لكنها محاطة بطلاب طب في كل مكان. ليس في هذا الأمر شيء غريب بحد ذاته، لكن تجد نفسك متعب نفسيا عندما تكون في الباص في ليلة الجمعة و انت في طريق العودة إلى سكن الكلية تستمع إلى نقاشات عن التشريح. تغمرك رغبة في أن تدير رأسك و تقول لهم أن يأخذوا راحة من الضغط النفسي الذي يجعل ابتسامة بسيطة على وجوههم عمل شاق غير تلقائي... هذا القلق و التوتر الذي يعيشون فيه سيجعل حياتهم صعبة (لكن في الواقع الذي يزعجك في الموضوع انك بدأت تقرأ و تريد دقائق فقط لتغرق في كتابك حتى تستطيع بسهولة تجاهلهم و لو قضوا الرحلة في مناقشة عضلات و أوتار و غضاريف).

أمضي العشر دقائق بعد الساعة الأولى من المحاضرة في إمداد عقلي بالسكر. لا اعترف بإفطار صحي قبل الساعة 10. قالت لنا طالبة بأنها لا تفوت هذه الوجبة الهامة بعد أن سمعت بأن تفويتها يزيد فرص إصابتك بمرض الباركنسون. كما ترون حياتنا سلسلة و مواضيعنا شيقة. هل تريد أن تشخص بمرض (أو عدة)؟ ما عليك إلا أن تصاحب طالب طب.

لذا تحملوني (و تحملوا لغتي الركيكة). ليلة الأربعاء هذه نقضيها في السكن. لا ضير في ذلك، من الجيد أن تجد نفسك في مكان يجبرك أن تكتشف أمور عنك لم تعرفها من قبل فتيقن أن التغيير لا مفر منه. تسعد به أحيانا و يخنقك أحيانا أخرى.
تصبحون على خير.

2 comments:

هَالـة said...

نُور
استمتعت بأوّل تدوينة كثيراً ، شعرت أنني حاضرة في المكان البعيد هذا (الذي أثار ابتسامتي) وذكرني بصديقة كلما سُئلت عن مكان قبولها قالت : مكان بعيد جدّاً !

كل مساء جامعي ، أتمنّى لو أنني إحدى طالبات السكن ، أظن دائماً أنّ تجربة السكن تجربة تستحق أن يعيشها المرء وتصقل أيضاً وعبارتكِ الأخيرة جميلة جداً في ذلك !

لغتُكِ أنيقة ، سأنتظر الحكايات القادمة بكل ترقّب وسعادة :)

Noor said...

بالفعل تجربة السكن تجربة مختلفة، قد تجربيها يوما ما بعد الجامعة. تعلمك الكثير و الكثير عن الناس. و عن نفسك.

شكرا هالة. دائما رافعة من معنوياتي،
<3